عبثاً يحاول أن يعيش أحدنا حياته دون ضوابط ، ودون قيم ترسخ سلوكه وتقوده لطريق الصلاح والعفاف .
إن التفكير في رسالة يحملها الإنسان تظل هاجسه ، ولكن هذا الهاجس قد يظهر أحياناً ويخبو أحياناً أخرى ، ولكنه متواجد مع كل ذي عقل غير محجوب بمخدرات أو مسكرات ، أو أحياناً بشهوات تسيطر على منابع التفكير .
ما اجمل أن نعيش لهم نحمله ، هم يجعلنا كالطيور نغدو من شجرة لأخرى ، ويكون نهارنا كله عمل لله عز وجل ، وعمل لإصلاح من حولنا وتزويدهم بالسعادة التي ينشدونها ، ولكنا قد نختلف عن الطيور قليلاً بحيث أننا في الليل يظل عقلنا يعمل لكي نرسخ في عقلنا الباطن كل ما هو فعال ومجدي لتحرير الإنسان من رق العبودية للشهوة ، ومن تعلقه بما هو زائل ، كسراب (يحسبه الظمآن ماء) .
إن هذا التعطش الغير سوي يقود إلى شرب الماء الآسن ، الغير صالح ، فتظهر الأمراض المنتشرة ، والتي أقلها سوء الخلق ، إلى الأمراض العضوية التي لم تكن في أسلافنا .
كم من إنسان تخلى عن مسؤولياته ، فأبحرت السفينة دون قبطان ، فظلت في دياجير الظلام ، وأضاعت بوصلة الحياة ، فغدا وجودها في البحر فريسة سهلة للقراصنة من نهبها ، وإماتت روح المبادرة من نفسها .
إن الابتعاد عن نواميس الحياة والابحار عكس تيار التجديد ، يولد أشلاء مشلولة لا تعمل لوحدها وتحتاج لمن يأخذ بيدها ويبث الإيمان فيها من جديد.
وكل هذا لا يكون دون أن أن نهب حياتنا للرسالة التي نسعى لأجلها .
/
/