الخميس، 21 مارس 2013

غربة وطن



رأيت شمسك تغرب ،
لعل وصولي صادف نهاية لهمتك للحياة وعجزك عن عطاء الحب
الذي كان متدفقاً فغدا ماضياً وذكريات لا يمكن محوها وإزالة آثارها

****************


لم أنساك ،
فكلمة النسيان لم تنقش في قاموس حياتي ،
لكن الألم جعلني أبتعد كيلا تشاهد زيف صورتي المحطمة.


عدت من جديد 
فلم أرى سوى صدك للماضي وعزمك على المضي للأمام ،
ولكن ... كنت أنا الماضي
بالأمس مررت بشجرة التوت
التي كنت تقطف من ثمرها وتقدم لي منها ؛ أكبرها حجماً وأدكنها لوناً ،
رأيتها اليوم ترمي ثمارها فتجف وتكون طعاماً لغيرنا.
مع هذه الأحداث المتكررة ،
اختفى قلبي ،
غاب حسي ،
أشعر بأني ليس ذَلِك الإنسان الذي سيلعب دور البطل على مسرح الحياة ،
وعجزي لم يثمر سوى كلمات

****************

لقد شغلتني الحياة بقسوتها
وأحطت نفسي بسور من الآلام ، 
فكبلتني في عزلة لا أنفك منها ، 
فلم أعد أرى غير محيطي الضيق ،
متى يأتي ذلك اليوم الذي ألبي فيها حاجات نفسي ،
وأفرغ ساحتي من كثرة الواجبات ،
وأمارس بعض الأنانية لتسمو نفسي عن هذا الصخب المزعج .



الاثنين، 18 مارس 2013

نفس تواقة



عندما ينتهي الدوام الرسمي بالنسبة لي ، أجد نفسي مسرعاً إلى جهاز بصمة الخروج ، لدرجة أني أنسى أحياناً بعض حاجياتي الخاصة في العمل ، لشغفي الطاغي للعودة إلى المنزل .
هذه العادة تتكرر معي دائماً ، هناك شوق وحنين للعودة إلى المنزل ، حيث الراحة النفسية .
فيما مضى كنت أعتقد أن الأطفال هم من تظهر فيهم هذه العادة جلية وتطغى على سلوكهم ، وأحياناً كنت أعيش حالة تشبهه حالة الطفل ، فكنت أتناهى لنفسي لأحدثها أني لا أكبر في السن فما زلت أحب الكثير مما يحبه الصغار .
ومع تعاقب الليل والنهار ، وانقضاء الأيام والسنون ، زاد الشوق للعودة ، إلى مكان العيش وخاصة الوطن المنزل الكبير ، وعشق الوطن عشق فطري يعيش معنا على الدوام ، ويكبر معنا ، وكما تمر حياتنا بمراحل ، كذلك هو الوطن ، 
فمن حب وتعلق إلى عمل وتقديم التضحيات الجليلة للحب الأبدي - الوطن - 
فليس غريباً هذا العشق ، ولكن الغريب هو العكس تماماً ، والعكس هو انتكاسة في الفطرة وعدم وعي ونقص في الثقة بالذات ، وانبهار بما عند الغيّر ، وهي مقارنة ظالمة في حق الوطن.