السبت، 27 يونيو 2009

لكي لا تفقد السيطرة



يحب الإنسان أن يعامل بلطف وتقدير ، لأن المزاج والشعور مرتبط بحالته ، وبالذاكرة التي يحملها ، بالإضافة إلى قلبه الذي يحب ويكره ، لذا يظل يحترم الشخص الذي قدره وقدم له كل تبجيل ومساعده .
والإسلام راع هذه النقطة ، فجعل الأخلاق والمعاملة الحسنة من الأمور التي تزيد من حسنات المسلم وترفعه إلى مصاف الأنبياء ، وحث عليها ، بل جعل صاحب هذه الميزة أقرب ما يكون بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
فعندما يكون الإنسان مزوّد بهذه الشحنات والاكتسابات ، فمن المستحيل أن يستطيع أحد أن يقيد فكره ، ويتغفله ويسيّره إلا في حالة واحدة ؛ إذا كان يتقي شره فيدّعي موافقته .
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وزوّده بأروع جهاز ليميّزه عن باقي المخلوقات ، ألا وهو العقل .
ولكن هذا العقل قد يبتعد عن الطريق المرسوم له ، وينحرف إذا لم يجد للفطرة سبيلاً ، فعندها تبدأ الانتكاسة ، فيكون صيداً سهلاً لمن يريد أن يسيطر عليه ويوجهه كيفما شاء ، فتجده منجرفاً نحو الظلم والظالمين ، ونحو الشهوات وأهلها ، مسلوب الإرادة وفاقد الغيرة .
/

/

الأحد، 7 يونيو 2009

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



أعود بذاكرتي إلى زمن كان خالٍ من المكدرات والمكايد ، وكانت الحرية تسبح حولنا كفراشات من زهر إلى زهر ، في فضاء مزهوٍ بخضرة الأشجار ، يوم أن كانت العادات والتقاليد تقيّدنا عن الولوج في خضم التخاصم ، يوم أن كانت العادات والتقاليد قريبة من الإسلام وتعاليمه .
هكذا كنا ننظر إلى الحياة من حولنا ، وهكذا كان المجتمع يقوّم سلوكنا ، كان الجميع يشترك في عملية التربية والكل يعتبر نفسه مسؤول ، والكل يحمل هم الإنسانية دون النظر إلى مكانته وجنسيته ، كان التعاون في أبسط الأمور ، كأني بهم يعشقون مشاركة الآخرين ، لا خوف من الغد ، لا خوف على الأبناء إذا خرجوا من المنزل ، كانت تقتضي ظروف بعض الأباء أن يغيب عن المنزل بالشهور وأحياناً بالسنين لكسب رزقه ولا يخشى على أبنائه إنحراف في السلوك أو ترك للجادة التي يسيرون عليها .
إنها البركة التي جاءت نتيجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونتيجة الالتزام بما شرع الله وفرضه .
كانت الأسرة تجتمع على مائدة واحدة بل صحن واحد .
لا أريد أن أذكر حالنا اليوم لأنه عكس ما ذكرت ، لكني أنشد من كل قلبي أن أجد مثل هذه الأسر في أيامنا الحاضرة .
لكن الأمر يحتاج إلى تضحية
ويحتاج إلى تنازلات
ويحتاج إلى جدار يفصل بين أنفسنا وبين ملذاتنا وهوانا ....

الأمانة

يحب الإنسان أن يُحترم كينونته ويبرز قيمته للواقع الحياتي ، فهو يقدم كل ما يملك لاثبات وجوده وأن يكون له صوت يُسمع .
الإنسان الذي يعد خليفة في الأرض ، فإذا قام بدوره على أكمل وجه ، فهو يؤدي دوره الطبيعي وينتظر ممن هو قريب اهتمام يشبه عاطفة الأخوة التي تبث الحماسة والتحفيز لنهوض يصعد بالأمة إلى مصاف الجيل المختار ، الذي يمسك زمام الأمور ويأخذ بيد العالم لطريق النجاة .
الحق لا يُحْرَم منه صاحبه فهو ملازم له ولا يستطيع أحد من البشر أن يملك انتزاعه منه ، حتى تكون الأمة متماسكة وحرة .
من مقتضيات الحرية تنصيب الشخص المناسب في المكان المناسب ، لأنها أمانة ومسؤلية ، ولا يكلف بها من يوصف بهوى في فكره وسلوك قريب من العنصرية والمحاباة على حساب المساواة والعدالة

صفحة سوداء

الكثير يعتبر الظلام علامة شؤم وبئس ، فعندما تفقد الرؤية في الليل فكأن فقدت الحياة ، ولكن ألا يمكن التعايش مع هذا الظلام ، أليس في الظلام حياة أم هو النوم والموت .
والذي فقد بصرة أو الذي ولد من غير بصر هل ظلامه بؤس وشؤم ، فلماذا يعيش إذاً .
إن للظلام جمال كما لنهار جمال ، فلولا الظلام لما استمتعنا بجمال القمر والنجوم المحيطة به ، ولولا الظلام لما كانت نعمة الهدوء والاسترخاء .
فالظلام قد يستغله البعض في صنع جرائمة كالسراق وغيرهم ، ولكن هل هؤلاء هم من يصنعون حياتنا.
أترككم مع ليلي المظلم ومع صفحتي السوداء ، وأتمنى أن يكون ما أكتب نور يصل إلى قلوبكم وأسأل الدعاء منكم .