الأحد، 7 يونيو 2009

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



أعود بذاكرتي إلى زمن كان خالٍ من المكدرات والمكايد ، وكانت الحرية تسبح حولنا كفراشات من زهر إلى زهر ، في فضاء مزهوٍ بخضرة الأشجار ، يوم أن كانت العادات والتقاليد تقيّدنا عن الولوج في خضم التخاصم ، يوم أن كانت العادات والتقاليد قريبة من الإسلام وتعاليمه .
هكذا كنا ننظر إلى الحياة من حولنا ، وهكذا كان المجتمع يقوّم سلوكنا ، كان الجميع يشترك في عملية التربية والكل يعتبر نفسه مسؤول ، والكل يحمل هم الإنسانية دون النظر إلى مكانته وجنسيته ، كان التعاون في أبسط الأمور ، كأني بهم يعشقون مشاركة الآخرين ، لا خوف من الغد ، لا خوف على الأبناء إذا خرجوا من المنزل ، كانت تقتضي ظروف بعض الأباء أن يغيب عن المنزل بالشهور وأحياناً بالسنين لكسب رزقه ولا يخشى على أبنائه إنحراف في السلوك أو ترك للجادة التي يسيرون عليها .
إنها البركة التي جاءت نتيجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونتيجة الالتزام بما شرع الله وفرضه .
كانت الأسرة تجتمع على مائدة واحدة بل صحن واحد .
لا أريد أن أذكر حالنا اليوم لأنه عكس ما ذكرت ، لكني أنشد من كل قلبي أن أجد مثل هذه الأسر في أيامنا الحاضرة .
لكن الأمر يحتاج إلى تضحية
ويحتاج إلى تنازلات
ويحتاج إلى جدار يفصل بين أنفسنا وبين ملذاتنا وهوانا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق